
هل الصيحة من علامات الساعة نعم، تذكرة بعض الأحاديث النبوية الشريفة تشير إلى أن الصيحة من علامات الساعة. ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، وحتى ينزل عيسى ابن مريم صلي الله عليه وسلم، وحتى ينزل الدابة، وحتى تخرج الصيحة، وهي ريح عاصفة، تأخذ كل شيء بأمر ربها، فلا تترك إلا الأشرطة في العنق، ويقولون: هذه الصيحة”. ولكن العلم بالغيب عند الله سبحانه وتعالى، ولا يعرف إلا ما أراد الله أن يعرفه لنبيه صلى الله عليه وسلم، وما ذكر في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة.
علامات قبل الصيحة في رمضان
لا يوجد تحديد دقيق لعلامات قبل الصيحة في رمضان، ولكن بعض الأحاديث النبوية تشير إلى بعض الأحداث والظواهر التي قد تحدث قبل الصيحة، وتشمل:
1- زيادة الفتن والفوضى في المجتمعات.
2- ظهور الزلازل والمصائب الطبيعية بشكل متكرر.
3- انتشار الجهل والتجاهل للعلم.
4- تضاعف الحروب والنزاعات.
5- الانحلال الأخلاقي والفساد العام في المجتمعات.
6- الانقسامات العرقية والمذهبية والطائفية.
7- ازدياد العنصرية والتمييز الاجتماعي.
8- انحراف الناس عن الدين وترك الصلاة والذكر والدعاء.
ويجب على المسلمين أن يكونوا مستعدين لأي وقت قد يأتي فيه الصيحة ويحدث يوم القيامة، وينبغي عليهم الاهتمام بتحقيق رضا الله واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكونوا في حالة طاعة واستعداد دائم لمجيء الساعة.
الصيحة التي تسبق ظهور المهدي
تشير بعض الروايات الإسلامية إلى وجود “الصيحة” كإحدى علامات قرب ظهور المهدي. وتصف الروايات الصيحة كصوت عال يأتي من السماء في الليل وينتشر في الأرض، ويسمعه الجميع بلغتهم الأم، وتفسر بأنه إشارة إلى قدوم الفتن والمحن في الأرض وقرب قيام الساعة.
ولكن يجب الانتباه إلى أن هذه الروايات تعتبر من الأحاديث الضعيفة، ولا يمكن الجزم بمدى صحتها أو دقتها. وبالتالي، فإن الحكم الشرعي لا يمكن أن يعتمد على هذه الروايات المشكوك في صحتها، وإنما يتم الالتزام بما تثبت صحته من أحكام شرعية وقيم دينية.
الصيحة في القرآن
لا يوجد مصطلح “الصيحة” في القرآن الكريم، ولكن هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى وجود “الصيحة” كإحدى علامات قرب الساعة. وتُذكر “الصيحة” في هذه الأحاديث على أنها صوت عظيم يخرج من السماء، ويسمعه الناس بكل لغاتهم، وينتشر في كل مكان.
ومن أمثلة الأحاديث النبوية التي تشير إلى “الصيحة”، حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى تسمعوا الصيحة العظيمة، تعرفونها عند ذكرها: الشمس قدرها ضعف الدرهم، والله أعلم بما هو” (رواه البخاري).
وتذكر هذه الأحاديث النبوية علامات أخرى لقرب قيام الساعة، ومنها: ظهور المسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم، وخروج يأجوج ومأجوج، وظهور الدخان، وغيرها من العلامات. وتدل هذه الأحاديث على أن يوم القيامة هو يوم مهم وعظيم، وأنه يجب على الناس الاستعداد له بتقوى الله والأعمال الصالحة.
صيحة جبريل في رمضان
تشير بعض الروايات الإسلامية إلى وجود “صيحة جبريل” في ليالي رمضان، وهي عبارة عن صوت عظيم يسمع في السماء ينذر بقدوم ليلة القدر. ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث شريف: “ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” (صحيح البخاري).
ومع ذلك، فإن وجود “صيحة جبريل” في رمضان لا يمكن القول بصحته بشكل قطعي، حيث أن هذه الروايات تختلف في صحتها وضعفها وقدمها وبطلانها، ولا يوجد دليل قطعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية المشهورة على وجود هذه الصيحة بشكل محدد في رمضان.